أبو البراء : “الخديم كلف بعملية حاسمة ضد السفارة الإسرائيلية فنفذها ضد الجدران”

انواكشوط – ونا –
الطالب ولد احمدناه أو “أبو البراء” كما يكنيه زملاؤه في تنظيم القاعدة، أحد الشباب الموريتانيين الذين التحقوا مبكرا بتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية، قبل أن تصبح تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وتنقل كثيرا بين موريتانيا ومالي في مهام لصالح التنظيم.


اعتقل في السنغال يوم 21 يوليو 2007، وبعد ثلاثة أشهر ونيف من السجن في دكار، تم تسليمه للسلطات الموريتانية يوم الحادي عشر من نوفمبر الماضي، حيث اتهم بالانتماء لتنظيم القاعدة، وتم إيداعه السجن المدني على ذمة التحقيق.

وكالة نواكشوط للأنباء” حاورت “ابو البراء” من داخل سجنه، حول حقيقة اهتمامات القاعدة بموريتانيا، وتأسيسها لفرع تابع لها في نواكشوط، وحقيقة وحجم وجود الموريتانيين في معسكرات تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي.
ونا: متى بدأ اهتمام تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بموريتانيا؟

ولد احمدناه: تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي كان يسمى في الأصل “الجماعة السلفية للدعوة والقتال”، وكان ينظر إلى موريتانيا قبل عام 2005 باعتبارها ساحة خلفية له، وفي إبريل عام 2005 وبعد اعتقال مجموعة الشباب العائدة من معسكرات التنظيم، وعدد من العلماء في موريتانيا، نفذ التنظيم هجوم لمغيطي المعروف في يوليو سنة 2005، وقال حينها إن الهجوم جاء كضربة استباقية وانتقاما لاعتقال العلماء والشباب، وهي العملية التي أدينها شخصيا بشدة وأرفضها، ومنذ ذلك التاريخ وضع التنظيم موريتانيا ضمن اهتماماته، ونفذ عملياته المعروفة في الغلاوية وتورين، وهي أيضا عمليات مرفوضة بالنسبة لي ومدانة، وفي تصورهم يعتبرون تلك العمليات إما استباقية أو دفاعا عن النفس، كما حصل في تورين مثلا التي تحركوا نحوها لهدف محدد، فالتقوا بوحدة من الجيش لم تكن في الأصل هدفهم، ونصبوا لها كمينا واستسلم لهم الجنود، فقتلوهم وقطعوا رؤوسهم.

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

ونا: منذ متى بدأ التنظيم بتأسيس فرع له في موريتانيا، وما هي قصة تأسيس هذا الفرع؟

ولد احمدناه: لا يوجد فرع لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في موريتانيا، ولم يكلف أمراء التنظيم أي أحد بتأسيس فرع في موريتانيا، وقصة هذا الموضوع بدأت في رمضان عام 2007 عندما كلفني شخصيا الأمير خالد أبو العباس (بلعور) برصد شخصية غربية مهمة في موريتانيا، على أن لا تكون من جنسية أمريكية أو إنكليزية أو فرنسية، وقمت بالمهمة على الوجه المطلوب، وكلفت مجموعة تابعة لي هنا في نواكشوط بالعملية وتم رصد نائب السفير الألماني، وكنت أنا في باماكو، ولما تمت عملية الرصد أبلغوني بنتائجها وأن الهدف أصبح جاهزا، فتوجهت إلى معسكرات التنظيم وأبلغتهم بالموضوع، فتم تكليف فريق كوماندوز من ستة أشخاص كنت بينهم بالمهمة، وأسند الأمير خالد إمارة الكوماندوز إلى الخديم ولد السمان، وانطلقنا من المعسكرات ترافقنا سيارة أخرى فيها عناصر كان من المقرر أن ينتظرونا على الحدود إلى أن نعود بعد تنفيذ المهمة محملين بالرهينة المطلوبة، وفي الطريق اشتبكنا قليلا مع مجموعة من لبرابيش، لكن سرعان ما تعرفوا علينا واعتذروا لنا، فواصلنا المسير، وكان الخديم في مقدمة الشاحنة التي تقلنا مع جزائري يدعى “أبو حفص الجزائري”، وعند الحدود الموريتانية الجزائرية، قال “أبو حفص” إنه لن يواصل معنا المسير، وأعرب عن عدم رضاه عن الخديم، ولا ندري حقيقة ما دار بينهما لكنه كان مستاء منه، وتخلف “أبو حفص” مع السيارة الأخرى، ودخلنا نحن وكنا خمسة أشخاص الأراضي الموريتانية عبر الصحراء عن طريق الحدود مع الجزائر، وكان من المفترض أن ننفذ العملية بسرعة ونعود بالرهينة، وبعد أربع ليال من السفر الشاق وصلنا إلى نواكشوط ليلا واستقبلنا أحد عناصر المجموعة التي كنت قد كلفتها برصد نائب السفير الألماني، وتوجه بنا إلى منزل في تيارت، وبتنا فيه، وقد أخبرنا الشخص الذي استقبلنا أن الهدف اختفى عن أنظارهم منذ يومين، ويعتقدون أنه قد سافر، فقررنا البقاء لفترة قصيرة انتظارا لظهور الهدف أو عودته من سفره، ولأن المنزل الذي أجرناه في تيارت كان في مكان غير استراتيجي، انتقلنا منه وأجرنا منزلا في تفرغ زينة.
وبعد وصولنا لاحظت أن الخديم ولد السمان كان مضطربا وفي كل مرة يجتهد اجتهادا جديدا، لا علاقة له بالمهمة المحددة التي جئنا من أجلها، فمرة يقول لنا أنه علينا أن نقتحم مطعم “في آي بي” القريب من سفارة إسرائيل بحجة أن اليهود يرتادونه، ومرة يقول إنه علينا أن نختطف مواطنا فرنسيا، وفي كل يوم يأتينا بأمر جديد أربكنا، فقلت له إنني لا أوافقه على هذه التصرفات وأن الأمير “خالد” كلفنا بمهمة محددة وعلينا تنفيذها والعودة بسرعة إلى المعسكرات، إضافة على ذلك كان يخالف تعليمات الأمير “خالد” بعدم الخروج من المنزل، فقد كان يخرج يوميا ولا يعود إلينا إلا في المساء، في حين أننا أمرنا بعدم الخروج والتجول في المدينة، وإن كانت هناك ضرورة للخروج، فأنا من يسمح له بالخروج لأنني غير معروف لدى أجهزة الأمن وغير مطلوب، أما هو فكان مطلوبا لدى الأمن ويعرفونه، وقد تأكد لدي أنه لا يريد تنفيذ العملية التي جئنا من أجلها، كما أنه رفض إعطائي الشيفرة الخاصة بالاتصال بالأمير خالد لإبلاغه بما نحن عليه، وفي كل مرة يأتينا بمعلومات متناقضة وغير دقيقة، فقررت الانسحاب وتركته ومن معه وغادرت إلى السنغال، فقام بعد ذلك بتنفيذ عملية ميناء الصداقة واستولى على مبلغ مالي استبقى منه لنفسه 10 ملايين أوقية وأرسل الباقي وقدره 54 مليون أوقية إلى التنظيم، ولست أدري بما استحل تلك الأموال، وقد تزوج منها وأصبح لديه رصيد مالي جديد.
وبعد عملية ألاك التي قتل فيها الفرنسيون، أرسل له الأمير خالد أشخاصا وأمره بتنفيذ مهمة ضد السفارة الإسرائيلية لرد الاعتبار للتنظيم، على أن تكون عملية حاسمة، لكنه نفذ عملية ضد الجدران ليلا، وأمر من معه بالانسحاب بسرعة ومنعهم من إكمال المهمة.
وقد ألح عليه أمراء التنظيم في تنفيذ المهمة التي جاء من أجلها أو العودة، لكنه كان يماطلهم، ولما اشتد ضغطهم عليه، قال لهم إن لديه هدفا جديدا هو عبارة عن مبالغ مالية ضخمة سيستولي عليها، وطلب منهم أن يرسلوا له فريقا لتنفيذ المهمة، والعودة بالأموال إليهم، فأرسلوا له سيارة وعناصر من بينهم التقي ولد يوسف وآخرون، فجاءوا إلى نواكشوط لكنهم لم يجدوا شيئا مما وعدهم به.
وبعد الاشتباكات التي وقعت في تفرغ زينة في إبريل 2008، قام التقي ولد يوسف ومن جاؤوا معه بالانسحاب وسحبوا معهم سيارة التنظيم وبعض معداته، وعند خروجهم من نواكشوط اتصلوا به وطلبوا منه الالتحاق بهم مساء نفس اليوم الذي وقعت فيه العملية، لكنه رفض ذلك بحجة أن الأمن يطوق العاصمة، والحقيقة أنه لا يريد العودة إلى التنظيم خشية العقاب لأنه خالف التعليمات وورطهم وأفسد عليهم الساحة الموريتانية كما يقولون، وأنا شخصيا التقيت ببعض الأمراء بعد تلك الأحداث وتأكدت منهم عدم ارتياحهم للخديم، الذي يعتبرون أنه أضر بهم أكثر مما نفعهم، وخالف تعليماتهم.

ونا: وما ذا عن البيعة التي أخذها الخديم ولد السمان للأمير خالد من بعض الشباب المتهمين اليوم في السجن؟

ولد احمدناه: الأمير خالد لم يكلف أحدا بأخذ البيعة للتنظيم في موريتانيا، والخديم لم يبايع التنظيم حتى يكلف بأخذ البيعة من الناس، فحين جاء إلى المعسكرات وكلف بقيادة الكوماندوز الذي كنت عضوا فيه ومهمته محددة وهي اختطاف نائب السفير الألماني، عرض عليهم أن يبايعهم فقال له الأمير خالد إن عليه أن ينفذ المهمة التي كلف بها ثم يعود بعد ذلك لمناقشة أمر البيعة.

ونا: وما ذا عن تنظيم “أنصار الله المرابطون في بلاد شنقيط” أليس فرعا من تنظيم القاعدة في موريتانيا؟

ولد احمدناه: لا علاقة للقاعدة بهذا الموضوع، وإنما هو ابتداع من الخديم ولد السمان، ولم يكلف به، بل إن الأمير خالد لما بلغه أنه يأخذ البيعة من الشباب أمره بالتوقف عن ذلك والعودة بسرعة إلى معسكرات التنظيم، فهم يرون أنه أفسد عليهم الساحة وأدخل الأبرياء في السجون، ولم يكلفوه بتأسيس تنظيم لهم في موريتانيا على الإطلاق.

وأود هنا أن أؤكد أنه لا وجود لتنظيم تابع للقاعدة في موريتانيا ولا قيادة، وليس كل من أطال رأسه أو لحيته ونفذ عملية أو مهمة أو ادعى شيئا غير صحيح، يصبح أميرا أو قائدا في القاعدة، وكلما يقوم به جهاد.

ونا: ماذا عن طبيعة وجود الموريتانيين في معسكرات التنظيم؟

ولد احمدناه: في الفترة الأخيرة كان هناك تزايد ملحوظ في وجود الموريتانيين في معسكرات التنظيم، وهناك بالتأكيد من يرسل دائما الشباب الصغار إلى المعسكرات، فكثر الموريتانيون هنالك من غير طلبة العلم وأهله، وامتلأت بهم الساحة وهو ما كان له تأثير سلبي على الساحة.

ونا: هل ما زلت عضوا في تنظيم القاعدة أم تركته؟

ولد احمدناه: أنا شخصيا تركت التنظيم منذ فترة، بعد فتاوي بعض علماء السلفية في البلد، وقولهم إن هذا ليس جهادا ولا علاقة له بالإسلام، فتغيرت قناعاتي وأفكاري مع الوقت وقررت التخلي عن هذا النهج وتلك الأفكار.

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى